top of page

الواقع المألوف

  • Writer: Winaruz Association
    Winaruz Association
  • Nov 9, 2020
  • 4 min read

ان الافكار التي تعمل على قولبة الفكر الانساني ،وجعله يتوجه نحو اتجاه محدد دون غيره ( عن طريق قمع افكار معينة وترسيخ افكار اخرى ) ،وعندما يجتمع الناس على عدم تصديق فكرة معينة او استبعاد مفهوم معين ،يصبح هنا حالة ،هذه الحالة يمكن تحديدها بالإعتماد على احدى سببين رئيسيين

السبب الاول هو ان فكرة او الظاهرة التي لا يصدقها الفرد لا تستند على اي اساس علمي او معرفي يمكن تفسيرها او استيعابها من خلاله ،حيث انها منافية للمنطق الذي نشأ عليه والتعاليم التي تربى عليها ،

والسبب الثاني يتمثل بعدم واقعية الفكرة او الظاهرة إطلاقا لأنها منافية لجميع العلوم والمعارف التي تجسّدت عبر التاريخ الكوني أللامتناهي مما يجعلها مستحيلة بشكل مطلق ،هناك اوقات تصبح فيها هذه الحالة ( حالة عدم تصديق ) عبارة عن مشكلة ،يمكن لهذه الأخيرة ان تتفاقم لتصبح مصيبة ،أو لعنة حيث إننا لا نصدق بحقيقة أو ظاهرة أو فكرة معينة ،ونعتمد بذلك على السبب الثاني ! وليس السبب الأول

نعتمد على السبب الثاني لأننا نشأنا عليه على فكرة ءن معلمينا وحكمائنا ومثقفينا يعرفون كل شيء ،في الحقيقة انهم صنعوا للشعوب والجماهير واقعا مزوّرا ،،دام أحيانا مئات السنين ،،،لا يخدم سوى طبقات الصفوة الحاكمة فقط ،،يمكن ان تكون المشكلة كامنة في تلك الفكرة ،،،او يمكن ان تكو المشكلة فينا ،لأننا نعاني من حالة خطيرة يعرفها المفكرون العصريون بحالة ( الواقع المألوف ) reality consensus جميعنا ضحايا الواقع المألوف ،جميعنا ضحايا توجه فكري وجداني وروحي محدد ،خط مرسوم وجب سلوكه بدقة ،وإلا اصبحنا غير منطقين ،،،غير عقلانين ،وغير مقبولين ،في اوساطنا العلمية والإجتماعية والروحية ،،،،،.

اذا فما هو الواقو المألوف؟ وما هو السبب في تطوره منذ وجود البشرية ؟ وهل يمكن التمرد عليه ؟

الواقع المألوف CONSENSUS REALITY

يعرف الواقع المألوف على انه كل ما اتفق عليه مجموعة كبيرة من الناس وآمنوا به على أنه يمثل الحقيقة ،يتجسد الواقع المألوف عندما يتفق الجميع حول مفاهيم معينة ،وينسى هؤلاء بأنهم لا يجسدون سوى طريقة محددة في التفكير وليس والواقع بحد ذاته ،فالواقع الحقيقي لا يمكن ان يكون أن يصنع لأنه موجود اساسا ،،وطريقة النظر اليه هي التي تصنع فقط ،حتى ولو شاركنا الآخرين في المفاهيم ذاتها والاعتقادات ذاتها ،هذا لا يعني ان المفاهيم والاعتقادات هي صحيحة بل يمكن ان نعني اننا نشاركهم بالأوهام ذاتها وليس من الضرورة ان تكون حقائق ثابتة .

جميعنا مخدوعين بالواقع الذي نراه ،بكل مظاهره وقوانينه ،نحن لا نعرف اننا نعيش في عالم وهمي غير حقيقي ،لأن المفاهيم التي نستند عليها في النظر اليه هي مفاهيم وهمية غير صحيحة ،الشيء الذي يجعلها تبدو حيقيقة هو ان الكل يشاركنا بنفس المفاهيم ويتفق معنا على انها حقيقة ،وجب الاشارة الى نقطة مهمة هي انني لا استهدف اي طريقة تفكير بعينها ،ولا أحاول انتقاد او التقليل من شأن هذا الموضوع ( الواقع المألوف) حيث ان صناعة المسلمات الفكرية هي عملية تدخل في تركيبة الكائن البشري منذ الأزل ،فالمسلمات هي موجودة لتبقى طالما يبقى الكائن البشري ،واعتمدها الافراد من اجل البقاء ،،بما أن الواقع المألوف ،له تأثير مباشر على الفرد وطريقة تفكيره ،هذا يعمل على تعزيز مجموعة من النشاطات ،،،كالايمان بوجود رقيب الهي يعاقبه على خطاياه فيجتهد نحو عمل الخير مع انه قد يكون في الحقيقة انسانا شريرا ،يعود السبب وارء استمرارية الواقع المألوف ،ورسوخ مفاهيمه ومسلماته سواء اكانت صحيحة او خاطئة ، الى عوامل كثيرة اهمها التعليم ،والتكيف والإقناع والتحريم والتحليل ، الواقع المألوف يجعل الانسان يعيش على عادات ومعتقادات قديمة قد البشرية ومن يحاول الخروج عنها يصيح غير مرغوب فيه ،قد نجد الكثير من الناس يخلطون بين الواقع المألوف و،المذهب العقلية مع ان الفرق بينهما شاسع ،فالعقلية هي حالة تتجلى بأن اكثرية الناس يوجهون صعوبة في التفكير بنفسهم ولنفسهم ،،والفرق بين الواقع المألوف والمذهب الفكري هو ان الانسان اذا كان متحررا فكريا وبالتالي له حرية الاختيار ،فإنه يستطيع الخلاص من قيود المذهب الفكري ،لكنه لا يستطيع التحرر من الواقع المألوف هنا نجد جملة من المفاهيم التي تشكل الواقع المألوف

الواقع المألوف تصنعه المؤامرات ،كما سبق وذكرت أن الواقع المألوف ،يبقى راسخا في وعي الشعوب ويستمر عبر التعليم والتكيف والإقناع ،والدعاية والتحريم والتحليل ،ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه ،هو من هي الجهة المسؤولة عن هذه الإجراءات التي تحافظ على أفق معرفي محدد ،توجه علمي محدد ،؟؟؟ ومن هو المستفيد ؟ دعونا نبدأ من قاعدة الهرم ؛الؤسسات التعليمية النظام التعليمي هو المسؤؤل الرئيسي عن قولبة فكر البشرية .لأن هذه. الجهة تقدم لنا مفاهيم محددة ومعرفة محددة تجاه العلم والعالم الذي نعيش فيه ،فالمدرسة تخرج لنا اشخاصا مهوسين بالعلامات ،يتملكهم الخوف من أن يكونوا مخطئين والخوف من عدم الحصول على العلامات المناسبة وجل الخرجين من المدارسة العليا ،هم يعانون من هذه الحالة النفسية ، فهم لا زالوا مقتنعين بأنهم عاجزون عن الوصول الى القمة في اعمالهم وتطوير افكاؤهم فنحن اذا نتعرض الى عملية غسيل دماغ حقيقية ! عليمة قولبة شاملة تعمل على تحويل طريقة تفكيرنا الى شكل معين ونموذج محدد ،،،اما المتخرجين من عملية غسل الدماغ هذه فيصبحون افرادآ ،لا يجادلون ابدا لما نهلوه من معلومات انا لا أحاول التقليل من شأن الأنظمة التعليمية القائمة حيث يوجد الكثير من المواضيع المهمة والمفيدة التي يتم تعليمها من الجامعات ،،،فمعظم ما يتم تعليمه هو مهم وله فائدة كبيرة وجب ان اذكر هؤلاء المتعصبين للمنهج التعليمي الى حقيقة واضحة لا يمكن تجاهلها بسهولة حقيقة ان الأنظمة المدرسية والتعليمية هو مجرد ذراع للنظام الإجتماعي القائم ،،لا يمكن أن ننكر ان هناك من يدير هذه الأجهزة التعليمية ،،،

من خلال كل ماسبق يمككنا الخلاص الى اننا شعوب نشأت على مفاهيم محدودة ،وافكار محدودة وعلوم محدودة اننا ضحايا المنطق السائد الذي الذي فرض علينا وقبلنا به على انه المنطق الصحيح ،لككنا لم نفطن ابدا بالحقيقة ،وعندما ادركناها وجدنا نفسنا عاجزين عن تغيرها ،اضافة الى اننا مخدعوين برجال الحكمة التعليم وافكارهم الثقافية والاجتماعية ،نحن بالمختصر ضحايا مؤامرة كبرى لازلت قائمة منذ فجر التاريخ ،وفي نظرنا يجب تغير الفكر الانساني وتغير كل هذه الافكار لأنها سبب في استمراية هذه المشكلة ( الواقع المألوف)

المراجع

العقل الكوني الحقيقة المجردة ،الجزء الثاني ،والجزء الأول للكاتب علاء الحلبي

واكبر مرجع هو الواقع المعاش


 
 
 

Comentarios


bottom of page