top of page

الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي داخل حياة الفرد

  • Writer: Winaruz Association
    Winaruz Association
  • Feb 14, 2022
  • 6 min read


مما لا شك فيه أننا نعي ما هي وسائل التواصل الاجتماعي فهي ملازمة لنا في مجالات حياتنا فكل شخص منا يعيش داخل هذه القوقعة الافتراضية الأمر أشبه بتقسيم لهذا الواقع بين الإفتراض والواقعية. أليس الأمر كذلك؟ فنحن مدمنين عليها بشكل كبير او بالأحرى أصبحت جزءا منا يرافقنا في حياتنا اليومية خاصة في الوقت الراهن فأي شخص منا يمتلك موقعا خاصا به يزوره ويجول في حيثياته صغير كان او شابا حتى الشيوخ فقد أصبحوا يملؤون فراغهم المزمن بها. أليست بهرجة جميلة وراقية كما نعتقد؟ لكن أليس من حقنا البحث واكتشاف جميع جوانبها وتأثيرتها في كل مستوى ؟ ألا يمكن ان نذهب ونبحث عن ماهية هذه الوسائل؟ وكيفيت ظهورها في حياتنا ؟ وأن نحاول ان نبرز دورها في المجتمع بشكل مفصل تاريكين تلك السطحيات التي نعلمها جميعا؟ وأيضا ألا يسعنا ان نبرز دورها في صناعة ثقافة المجتمعات ؟ دون ان ننسى دورها في تغطية الحدث الاخير الذي شاهدته الامة العربية من البداية الى النهاية وأقصد هنا عملية انقاذ الروح الملائكية التى عادرتنا الى الفردوس (ريان)؟

اولا وقبل كل شيء يجب علينا ان نقوم بنظرة تاريخية حول وسائل التواصل الاجتماعي من البداية الى ما أصبحت عليه الان.

تعود أصول وسائل التواصل الاجتماعي الى أبعد مما نتخيل فهذه الوسائل بالتعريف العامي هي وسيلة نقل خطاب من شخص الى آخر. فنجد انه قبل عام 1900 قد اعتمد الانسان على الكتابة الورقية وارسالها عبر البريد ، ومن بعد تطور الامر وتم اكتشاف التيلغراف وهو جهاز يسمح بنقل المعلومات عن طريق شفراة كهربائية لمسافات طويلة ، فقد تم استعمال العديد من أنظمة التلغراف عبر القرون لكن غالبا ما يفهم من هذا المصطلح على انه التلغراف الكهربائي والذي طور في منتصف القرن 19، وبالتحديد تم اكتشافه عام 1972 والذي كان ثورة ذلك العصر. من ثم تم اكتشاف البريد الجوي عام 1865 مما ادى الى تسريع عملية نقل الرسائل .

لقد كانت هذه اهم الاخترعات في مجال وسائل التواصل في القرن الماضي، ولكي لا نغفل عن معلومة مهمة فقد تما ايضا في هذا القرن اختراع أول نموذج للهاتف وبالتحديد عام 1890.

بعد مرور القرن 19 ودخول القرن العشرين بدأت التكنولوجيا بتطور سريع وتم اختراع الكمبيوتر في عام  1940 ومنذ ذلك الحين بدأ التطور الحسوباتي لينتهي الامر باختراع الانترنيت عام 1960، وبعظ عشرين عام أصبح الانترنيت منتشرا ويستخدمه الافراد كوسيلة للتةاصل الاجتماعي في نظام الايمايل الذي يعتبر اب الواسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي .

اما بخصوص وسائل التواصل الاجتماعي اليوم فسوف أوجزها في ذكر المواقع وتواريخ ظهورها لان أغلبنا يعرف محتواها ومكونتها.

1: linkedim : 2000

2: YouTube  : 2005

3: Facebook  و twitter : 2006

4: WhatsApp  :  2009

كانت هذه أهم مراحل تطور وسائل التواصل الاجتماعي عبر التاريخ والان سوف ننطلق الى نقطة اخرى في الموضوع وهي دور هذه الوسائل في الحياة الاجتماعية للفرد.

لقد اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي حيزا كبيرا من الحياة الاجتماعية للأفراد بمختلف الفئات، وصارت جزءا لا يتجزأ منها، فحتى الأماكن البعيدة كالبوادي وغيرها من المجتمعات ذات نمط العيش التقليدي، عرفت بدورها هذا التوسع في وسائل التواصل الإجتماعي.

وفي ظل هذا التوسع الكبير للاستخدام المكثف لهذه الوسائل، نجد أن لها دورين أساسيين والمتمثلان في دور إيجابي ودور سلبي.

 

الدور الإيجابي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان أنها تساعد في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية لتسهيل عملية التواصل مع الأصدقاء، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصيا، مما يوفر عناء الوصول إليهم.

أنها تقلل من الحواجز المعيقة للإتصال كالبعد، مما يسهل عملية توصيل المعلومات وتبادل الأفكار والآراء، هذا من جهة، وتساهم من جهة أخرى في تشكيل الرأي العام، بهدف تغيير بعض القضايا المجتمعية، وهي أيضا وسائل فعالة في ترويج الأخبار وتتبعها،...وغيرها من الإيجابيات

التي تلعبها وسائل التواصل الإجتماعي في حياة الأفراد.

 

أما بالنسبة للدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الأفراد فتتمظهر في أنها تضخم المعلومات وتروجها بشكل سريع، وبالتالي يقوم هؤلاء المستخدمين لها بالتفاعل والمشاركة معها من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو المختلفة دون مراعاة للجيل الصاعد.

ومن سلبياتها أيضا هنالك، اختراق الخصوصية، واستغلالها في عمليتي التهديد والابتزاز ضد المستخدمين لها.

ولا ننسى أيضا تأثيراتها السلبية على نفسية المستخدم ، فالاستعمال الكثير غير المقنن والمحدد في أمور لا تنفع يضيع الوقت والطاقة، وبالتالي يتسبب في العزلة الاجتماعية وهذا ما نجده عند جورج زيمل حين وصف نمط عيش سكان المدن بالفردانية اعتبارا للعزلة التي يعيشونها، ولا شك فيه أن لهذه الوسائل يدا في هذه العزلة التي نعيشها اليوم، اللهم بعض القرى التي لم يتأثر سكانها إلا قلة من شبابها، والأسوأ من هذا هو عندما يصل المستخدم الى درجة الإدمان وخاصة المراهقين، إذ تشير الدراسات إلى أن المراهقين الذين يدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز متقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق. وبطبيعة الحال تظهر  مضاعفات هذا الإدمان في درجات التحصيل الدراسي للمراهق، الذي يكون ضعيفا أو متوسط.

 هذا وبالإضافة نذكر أنه لا يخلو بيت من وجود وسائل التواصل الاجتماعي فيه، لدرجة أصبح فيها الطفل يحمل الهاتف دون السن المناسب له، ويندمج مع العالم الإفتراضي بشكل مبكر، في الوقت الذي من المفروض على الأسرة أن تساعده على الاحتكاك بالواقع يقدمون له الهاتف على طبق من ذهب، غير مبالين بأضرار هذا الجهاز على الصحة الجسدية والنفسية للطفل.

بعد تبيان الدور الذي تلعبه هذه الوسائل في حياة الفرد سوف نحاول ان نبين كيف تصنع الثقافة من خلالها.

مع التطور التقني في القرن العشرين إزدادت مصادر المعرفة وسرعت من وصول وتسريب المعلومات , فالإعلام تطور بتطور وسائل الإتصال ووسائل الإعلام التي تعتبر المروج الأكبر للثقافة فقد ساهمت في تسارع والانتشار والتناقح الثقافي عند جميع مجتمعات العالم.

ان الاعلام الذي يعتبر ركيزة وسائل التواصل الاجتماعي هو سلاح ذو حدين يمكن من خلاله التعريف بثقافة الآخر وتقبله والتسامح معه وأيضا يمكن أن يشكل صدام حضاري بين ثقافة الشعوب . فالفرد داخل المجتمع يستهلك الثقافة التي يروج لها فمثلا نجد ان هناك افراد في مجتمعنا يتبنون الثقافة الامريكية في جانبها المظهري كالباس واللغة والتصرفات مع الغير . وايضا نجد بعض الفئات يحاولون ان يضعوا من هذه الثقافة وسيلة للبحث المعرفي واقصد هنا ما يسمى بالاغتراب .

في الماضي كانت هناك حروب عسكرية اما الان فهي حروب ثقافية ويمكن اذكر هنا الحرب الثقافية المتمثلة في صناعات الافلام والمسلسلات (امريكا) وصناعة الانيم (اليابان ) ففي كل صناعة هنا نجد محاولة توسيع ثقافاتهم حول العالم مما أدى الى نشرها واستهلاكها عالميا والامر ملاحظ بشكل كبير في مجتمعنا الحالي. اذ أصبح الآن من ينتصر هو من يسيطر على ثقافة العالم. وفي صدد هذا الطرح نجد  الباحث عبد الله أبو راشد يرى أن العولمة الثقافية هي محاولة مجتمع ما تعميم نموذجه الثقافي على المجتمعات الأخرى , وذلك من خلال التأثير على المفاهيم الحضارية والقيم الثقافية والأنماط السلوكية لأفراد هذه المجتمعات بوسائل سياسية واقتصادية وثقافية وتقنية متعددة من خلال دينامية الاختراق الثقافي واستعمار العقول واحتواء الخبراء وربط المثقفين بدائرة محدودة ينشدون إليها بصورة بعيدة عن إعمال العقل التفاعلي للذات وإبقاءه في سياق الوظيفة التيسيرية المحضة.

والان سننتقل الى كيفية مساهمة  هذه الوسائل في تغطية الحدث الاخير المؤلم الذي شهده اقليم شفشاون في شمالا المغرب .

كما سبق الذكر عن إيجابيات استعمال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة المتعلقة بترويج الأخبار ومشاركتها عبر مختلف التطبيقات، ساهمت هذه الأخيرة قبل أسابيع قليلة في نشر وإيصال حدث مؤلم وقع في "شفشاون" بأحدى القرى المجاورة لها، إلى العالم بأسره، قصة الطفل ريان مازالت عالقة في قلوبنا إلى اللحظة،

وما نحن بصدد الحديث عنه هو الدور البطولي الذي لعبته وسائل التواصل الإجتماعي في تغطية أحداث عملية إنقاذ الطفل ريان، ونذكر على سبيل المثال: قناة الجزيرة التي سهرت على بث الحدث خطوة بخطوة ، والجرائد الإلكترونية كهيسبريس وجريدة المصري واليوم التي غطت الحدث بشكل مباشر وايضا نشرة مجموعة من المقالات التعريفية بكل حدث آني في تلك الحدث، مما جعل الاخبار حول قضية الطفل ريان تسارعت في الانتشار داخل الدول العربية والغربية ، مما أثار تعاطف كل سكان الدول وأظهرت الجانب الإنساني في أبهى صوره. اذن فقد إستطاعت الأخبار اليوم أن تتجاوز البحار وأميال المسافات دون جهد أو عناء، وتتبع الأحداث بتسلسل دقيق، الأمر الذي جعل منها عدسة تلتقط كل ما يحدث في الواقع، وتوثق مختلف القضايا الإجتماعية والاقتصادية والسياسية كذلك، وتروجها في العالم، بشكل سريع، وتصبح كل القضايا والأحداث المروجة قضية رأي عام، تخضع للرأي والتعليق.

غير أن هذا الأمر يدعوا إلى القلق من ناحية صحة الخبر وزيفه، كالإشاعات.. ويمكن القول أن كل من يملك وسائل التواصل الإجتماعي الأن يقوم بدور أقرب للصحافي وبمعنى أوضح، صار من المتاح التقاط الأخبار وتداولها في يد مختلف الفئات العمرية من الصغير إلى الكبير.

من هنا نصل الى القول ان منذ ظهور وسائل التواصل الإجتماعي إلى يومنا هذا، حظيت بمكانها في حياتنا الاجتماعية، غير أن طرق استخدامها واستغلالها تبقى مسؤولية فردية، وكل أسرة مسؤولة عن أبنائها وبناتها،فقد اصبحت ملازمة الحياة الانسانية وتؤثر فيه سوءا بشكل اجابي او سلبي كما ذكرناه سابقا وكذلك تبقى طريقة لبناء ثقافة الفرد عبر نشر الثقافات الاجتماعية العالمية عن طريق الاعلام وكذلك تغطية الاحداث بمختلف بقاع العالم وكما لاحظنا جميعا تغطية الحدث الاخير بشفشاون فقد لعبت هذه الوسائل الدور المركزي في نقل كل مجريات عملية الانقاذ من البداية الى النهاية.



المراجع والمصادر:

_ د محمد عمر الحاجي , عولمة الإعلام والثقافة , ص 107, ط2002, دار المكتبي سوريا

_جريدة إلكترونية : مدونات ثقافية http://almansooriqtr.blogspot.com/2014/05/blog-post.html?m=1

_Tarba3.blogspot.com

_جريدة إلكترونية: بوابة علم الاجتماع .جورج زيميل

_جريدة إلكترونية : ar.wizcase.com

_Aljazeera.net

_Syed noman ali, socila media - a good thing or a bod thing.

(8_8_2012)

 
 
 

コメント


bottom of page