السياسات الثقافية بالمغرب

إن الثقافة بالمغرب لا تخلو من المشهد السياسي، فالدولة تشترط على أي نشاط ثقافي أن يكون خاضعا لها من أجل دعمه وتمويله، فهي تقوم بتحديده وتغيير محتواه، فالفاعل الثقافي عندما يريد ممارسة نشاطه يقوم بتقديم فكرة النشاط للجهات المسؤولة من أجل معالجة هذه الفكرة وفق شروط تحددها هي، فبالتالي كيف تقوم الدولة بتغيير الفعل الثقافي؟ وما هي أبرز المشاهد السياسية بالمغرب؟

ان الدولة تقوم بتقنين النشاط الثقافي أولا عبر تحديد نوعية النشاط ليكون ملائما لمصالحها، وثانيا لزرع أفكارها الاديولوجية من أجل صناعة ثقافة الجماهير التي تتتبع هذا النشاط. فمثلا تقوم بعرض مجموعة من الإعلانات داخل النشاط من تسويق منتجاتها وخير مثال على ذلك مهرجان الشواطئ الذي ترعاه اتصالات المغرب، ومهرجان موازين الذي تعرض فيه مجموعة من الإعلانات تخص شركات الدولة.

أما من الجانب التمويهي فهي تقوم بإدخال الشوائب على الثقافة الأصيلة لنا والمتمثل في استقطاب الفاعلين الثقافيين من الخارج سوءا كانوا فرق موسيقية أو رواد فكر أو رسامين...

أما الفئات الفاعلة ثقافيا من داخل هذا الوطن نجدها مهمشة و لا تنفق على أنشطتهم سوى ميزانية ضئيلة لكي لا يبرزوا الى ساحة المشهد الثقافي بصورة فعالة ولكي لا يتحدون تلك الأنشطة الغزيرة بالتمويل والتظليل.

هنا سنقول أن نهضة أي شعب ما رهين بالوعي الثقافي الذي يمتلكه، فالثقافة هي من تميز الشعوب وهي من تقوم باستنهاضه من سباته، فعصر النهضة الاوروبي جاء نتاج وعي بالأوضاع التي كان يعيشها في القرون الوسطى، وهنا فالوضع أو الواقع هو الذي يحدد وعي الإنسان، لكن كيف يمكن للوعي أن يغير الواقع ويجعله ثقافي الوضع؟

وسنظل في النموذج الأوروبي فنجد في ميدان الفلك مثلا كابلر الذي أكد النظرة الكبرنيكوسية لمركزية الشمس، وفي ميدان الفن ليوناردو دافنسي و مايكل أنجلو وفي المكتبات نجد بوجيو براشيوليني.

من هنا نجد أن المقاربة الثقافة المكتسبة من الواقع تلعب دورا في تشكيل الوعي الذي ينعكس لتغيير الواقع.

اذن فعن أي ثقافة ثقافة نتحدث في المغرب؟ بالطبع عن تلك الثقافة المموهة الزائفة التي تستخدم من أجل التنويم والسيطرة على الفاعل الثقافي الحر.

"أترك الدب في سباته حتى ينهض ليقتات من أجل الرجوع الى نومه، وما أجمل النوم ".

---

بقلم : البوشعيبي أيوب