قراءة في كتاب "الأمير" ل ميكافيلي
- Winaruz Association
- Dec 6, 2019
- 2 min read
Updated: Dec 11, 2019
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺤﻜﻢ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ.. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ سأﺣﺎﻭﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
أﻃﺮﻭﺣﺔ "ميكافيلي" ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍلأﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍلإﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ أﻣﻴﺮ أو ﺣﺎﻛﻢ. ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ أﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻭ إﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻟﻴﺘﺴﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ﻭ ﻳﺆﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ. ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ، أﻱ ﻛﺴﺐ ﻭﻻء ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ، ﻭ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ أﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺍلأﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﻳﺨﺎﻑ (ﻣﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ) ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﺤﺐ. ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﺳﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻷﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﻌﺒﻪ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭ ﻳﻘﺪﺭ ﻓﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻭ الإﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻥ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ أﺻﻌﺐ ﻣﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ.
إﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أﻫﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻮء ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻃﺮﻭﺣﺔ ﻣﻜﻴﺎﻓﻴﻠﻠﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍلأﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ أﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ، ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻭ ﻋﻴﻮﺏ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ ﻭ ﺑﻼ ﺿﻤﻴﺮ ﺣﻲ، ﻛﻴﻒ ﻳﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ.
إﺫﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ "ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ"، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎء
ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻟﻜﻨﻪ ﻧﺒﻪ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻳﻀﺎ إﻟﻰ أﻥ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ الزائدة ﻗﺪ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ ﺷﻴﻄﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍلأﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻤﻴﻜﻴﺎﻓﻴﻠﻲ" ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ.
بقلم
سامية البركة
قراءة جميلة